أرشيف

وثائق تكشف علاقات عسكرية مع تنظيم القاعدة عبر خلية تريم الإرهابية

كشفت معلومات جديدة حصل عليها «يمنات» عن علاقة خلية تريم بشخصيات عسكرية وأمنية لم يتم الكشف عنه. وكانت الخلية قد تم تصفيتها في الحادي عشر من أغسطس الماضي على أيدي قوات الأمن إثر عملية مداهمة أمنية لم تكن في الحسبان على منزل كان يقطنه عدد من أفراد تنظيم القاعدة لقي اثنان من جنود الأمن المركزي مصرعهما وجرح أحد الضباط في يده بينما لقي 5 من أعضاء تنظيم القاعدة مصرعهم وجرح اثنان آخران.

كانت البداية في بلاغ تقدم به شفهياً أحد المواطنين الذي راودته الشكوك حول سكان المنزل في الحي الذي يقطنه في تريم بينما كانت هناك بلاغات سابقة وتوقعات باستهداف بئر المسيلة النفطي الذي لا يبعد كثيراً عن تريم.

 مدير أمن المنطقة أرسل طقماً عسكرياً واحداً من أجل استدعاء سكان المنزل واستجوابهم وتفتيش المنزل. كان هذا في مساء يوم الأحد 10/8/2008م والذي اضطر الطقم العسكري لمحاصرة المنزل طوال الليل بعد أن تصلب موقف قاطني المنزل مع الطقم العسكري الذي تم التوجيه بمحاصرته، وعدم الاعتداء أو الهجوم عليه حتى وصول التعزيزات. وفي صباح اليوم التالي الاثنين 11/8/2008م انفجر الفتيل بقيام أحد أفراد الخلية بإلقاء قنبلة هجومية على الطقم العسكري الذي كان ينتظر التعزيزات التي تأخرت مما دفع أفراد الطقم العسكري للمواجهة.

كان تكتيك الخلية في طريقة القتال هو الهروب وبدأت قتالها بالهجوم الذي أسفر عن قتل 2 جنود وفر باقي أفراد الطقم العسكري باتجاهات متفرقة مما مكن أحد أفراد الخلية اعتلاء ظهر الطقم واستخدام سلاح الدوشكا المثبت في الطقم، إلا أن أحد أفراد الطقم الذي كان فاراً يمين الطقم والإرهابي يصوب طلقاته في جهة الجنوب تمكن الجندي منه بسهولة وأرداه قتيلا ببندقيته الآلية.

 وفي خضم هذه الأحداث اختفى باقي أعضاء الخلية الإرهابية في أحدى شقق بناية هي في طور الإنشاء دون أن يراهم أحد لأن زميلهم الذي أعتلى رشاش الطقم العسكري تمكن من حماية ظهورهم والتمويه عليهم.

وبعد وقوع الاشتباك وسقوط الجنود القتلى وفرار أفراد الخلية وصلت التعزيزات العسكرية التي قامت بتمشيط المنطقة بحذر إلا أن أفراد الخلية المختبئون-وأغلبهم شباب- تعجلوا في إطلاق النار على أحد الأطقم العسكرية التي كانت تمشط المنطقة مما كشف مكانهم وتم تطويق المنطقة وتبادل إطلاق النار وأمطرت القوات العسكرية الشقة بوابل من طلقات الدوشكا ومدفع عيار 4.5 ثم كان التسلل وقذف القنابل اليدوية ليسقط أربعة آخرون قتلى ويرتفع مجموع القتلي إلى خمسة وإصابة الاثنين المتبقيين الذين تم اعتقالهما بعد ذلك.

علم «يمنات» عبر استسقاء المعلومات من مصادر أمنية في مدينة تريم أنه وأثناء تفتيش الشقة تم العثور على مبلغ خمسة وعشرون ألف ريال سعودي ومبالغ أخرى مزورة ووثائق ورسائل متبادلة مع قيادات عسكرية – لم يتم الإفصاح عنها.

كما علم «يمنات»أن الصريع المدعو محمود النهدي كان يتردد إلى منطقة الوديعة السعودية حالياً -اليمنية سابقاً- ووتبين أنه كان المسئول المالي من خلال الوثائق التي كشفت ذلك. كما تم العثور على قذائف (أربي جي) وعددٌ من القنابل التي يستخدمها الجيش اليمني.

كما تأكد لـ«يمنات» من خلال مصادره أن المنزل الذي كان أعضاء القاعدة يقطنون فيه منذ أربعة أشهر،  كان مستخدما من قبل شخص واحد قبل أن يلحق به المكنى بـ «أبي وليد الحسن بازرعة» الذي قدم  من دوعن وتكاثر عددهم بشكل ملفت بعد تنفيذ عملية سيئون التي استهدفت الأمن المركزي حيث جاء القعيطي من منطقة القطن بعد تنفيذ عملية سيئون بيوم واحد.

ومن خلال ما سبق من معلومات يبدو أن هذه الخلية تم بناؤها وتجميعها بشكل عشوائي وغير منظم، ويتضح ذلك من خلال تصرفها وتجمعها الملفت للنظر، فتنظيم القاعدة في العادة يوزع عناصره بشكل عنقودي والخلية الواحدة لا تختلط  ببعضها إلا عند تنفيذ العمليات

زر الذهاب إلى الأعلى